تعرف على مشهد واحد قصة لكل عشاق القصص 2025

مشهد لكل من يمل من القراءة بسرعة لكنه لا يزال يحبها! ولمن لديه حقد ويكرهها، نقدم لكم مشهدًا قصيرًا مكتوبًا باللغة العربية الفصحى (اللغة الأم).

بقلم : ريهام بكر

مشهد

مشهد

توقفت في منتصف الطريق لتشتري شيئاً للتغلب على الحر، وعندما رأت أن “الطابور” قد يطول، طلبت إذنه أولاً لتحظى بموافقة عينيه الخضراوين.

يمر أمام عينيه حذاء أسود من ماركة معروفة فينظر إليه بذهول. تنورة قصيرة تغطي سيقان رفيعة مثل قردين، ويغض بصره. يبدو مرتدي البنطلون الأحمر وكأنه في العشرين من عمره، وربما يكمل حبكة إطلالته بتسريحة شعر غريبة، وكأنه تلقى للتو تيارًا كهربائيًا!

ربما لديه عيون عسلية، وربما فقد شعره لونه الطبيعي لأنه صبغه بأكثر من لون ليواكب الموجة، لكنه لن يعرف أبدًا!

عربة سوداء تقودها امرأة تحب الحلويات. هذا يبدو وكأنه جرو صغير هرب من صاحبه!

في مجال رؤيته، كانت سيارة دفع رباعي سوداء متوقفة عبر الشارع. اثنان من العشاق لديهم أول حجة بينهما. “عقارات المؤمن” مكتوبة على مبنى ضخم. أراد الطفل أن يعرف عدد طوابق المبنى، لكنه لم يستطع. لن يعرف أبدًا!

فهو لا يستطيع تحريك شبر واحد من جسده لينظر إلى الأعلى ويحصي طوابق المبنى، وحتى يده الصغيرة تستقر بلا حراك على مسند ذراع الكرسي المتحرك! فقط عيناه خالية من المرض ولا تتوقف عن الحركة.

وكأن الذبابة لم تجد من يؤذيه، فتربصت له وقررت أن تزحف على وجهه مستغلة غياب أمه في المقصورة المجاورة المزدحمة. بدأ يعد من واحد إلى عشرين، وهو أمر تعلمه مؤخراً، لكنه كان واقفاً في المنتصف عندما قرصته الذبابة وكأنها تقلد نحلة، لا سمح الله. تحمل الألم ولم يصرخ بل أغمض عينيه. لقد خانوه بدمعتين.

التفتت للاطمئنان عليه ورأيت عدم ارتياحه. وسرعان ما تخلت عن دورها في «الطابور» لسيدة في الخمسينات من عمرها أثنت عليها وأسعدت قلبها.

ركضت نحوه وضربت الذبابة بعيدًا. لو استطعت أن تلاحقها في الشارع وتقتلها لفعلت.

انحنت وقبلته على خده قبل أن تدفع الكرسي المتحرك أمامها.

_أنا أسف لأنى تأخرت.

ابتسم ثم سأل بحماس وعيناه توحي بشيء:

_ الأم! كم عدد طوابق هذا المبنى؟

لقد انتهى الأمر هنا قصة نأمل أن تستمتع بالمشهد.