“السيدات والسادة القراء”
بعد الألم والصبر….
أتحدث إليكم الليلة من أعماق حزني، بين خرائبي وركامتي، وأرجو ألا تكونوا غير مبالين كعادتكم.
••••••••
“هذه الروح، الجالسة هنا في وسط الظلام الصافي، لا يتغلب عليها الندم لكونها هناك وحيدة، محاصرة في الظلام وأفكاره المظلمة، ولكن الراحة تنتشر في جسدها بمجرد رحيلها. حيث لا توجد أدنى فرصة للنفاق والخداع والكراهية و….
ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى وصلت إلى هذا المكان المقدس، لكنها بذلت قصارى جهدها واستنفدت كل طاقتها، ولم تتمكن من الابتعاد عما يحدث لها.
لا بأس، هذه ليست المرة الأولى… ولكن يبدو أنها المرة الأخيرة منذ أن وصل إلى الحضيض.
نعم، الحنين يؤلمها دائمًا.. لكن يغلبه ضعفها، فلا تستطيع البقاء ولا العودة.
إنها مندهشة من كيفية سير الأمور، لكن الحب لا يسحرها.
أستلقي هنا في هذا المكان وأشاهدها بذهول.
“-مهلا، هل لا تزال معي؟”
هل تحب وحدتي وتحب ظلامي وآثاري؟
آسف، أنا أحاول النوم. هل يمكنك الابتعاد أكثر من هنا؟
هل من الممكن أن تنفصل عن روحي؟
أشم رائحة خلاياك الخبيثة في كل مكان، أشعر بالاختناق، أين من سبيل للخروج منك؟
لقد أخذت كل الحب والأمان، وأخذت كل ما تبقى من روح بريئة.
في ذلك اليوم اصطدم بي شخص ما وشعرنا بالغباء.
– نعم أيها الغبي، لأنني مازلت هنا، لأنني مازلت أعطي وأعطي، لأنني مازلت أسامح وأحب.
• في ذلك اليوم أيضاً اصطدم بي أحدهم، ومن شدة الصدمة غرق قلبي، واخترقت عيناه شرايين جسدي.
في ذلك الوقت مرضت وتعطلت وظائفي الحيوية، لكن على الرغم من أنه سرق قلبي، إلا أنني كنت لا أزال على قيد الحياة.
في ذلك اليوم اعتذر لي وغادر. ولم أفهم حينها ما الذي يعتذر عنه. علمت أنه اعتذر عن السرقة، لكنني سامحته بعد ذلك.
كما هو الحال دائما، من الصعب علي أن أنسى، ولهذا ما زلت أتذكر عينيه الحليبيتين، مثل البحر، بسحرهما وغموضهما.
نعم لقد غرقت ولا أريد النجاة. أستمتع بالغرق في أحضان أمواجها.
لقد مر وقت طويل، ولكنني مازلت مفتونًا بأمواجه.
ذلك المكان عند الزاوية، مقهى العشاق. ولم يخطر ببالي قط أن أكون بين أهله ومحبيه. لكنني جلست هناك ووقعت في الحب أيضًا.
شاهد: رواية “لعبة الموت”.
ورأيته مختلفًا عنهم، متحررًا من نفاقهم وقسوتهم. رأيت فيه الأمان.
كان لدي شعور بأنني سأراه أيضًا. هل يجلس هنا في الحب؟
أمسكت هذه الرواية بيدي، وتجولت بين حروفها، أتفحص قلبي. كيف حالك يا حالي وآمالي وملجأي؟
لم أعرف نفسي إلا عندما وقفت أمامه، وكان شوقي ملموسًا في داخلي.
………………..
مرت ساعة ولم أعرف كيف. كان طعم قهوته لا يزال على شفتي، وصوت فرزا لا يزال يتردد في المكان.
ساعة مثل الساعة الأولى بعد الولادة، مثل أول شعور بالأمان.
الأوقات تكرر نفسها، فكيف يمكن للإنسان أن يولد عدة مرات!
نشرب نفس القهوة، نقرأ نفس الكتاب، نبتسم لبعض الجمل…
ونستمع أيضاً إلى فيروز.
…………….
كان لا بد أن يأتي هذا اليوم، “لأن كل جمال ينتهي”.
أحسست أن قلبي لم يكن بخير. رأيت البهجة على وجوه الناس من حولي. هل نقلته بمرضك الخبيث؟
لو لم تكن عيناه بلون البحر ما غرقوا!
وحين التقيته في ذلك المكان، ملأ صوت فيروز المكان أيضاً: «هل تتذكر آخر مرة رأيتك فيها يا سينتا؟
لم أراك بعد، والآن أراك، كيف حالك؟ مرحبًا، مازلت أفكر في عودتي أنا وأنت…”
وحين رأيتك… أصابني غصة، رأيتك غريباً، لم أعرفك، هدأت أمواج عينيك، تلاشى حبك لي!
– جئت لأعيد ما أخذته.
لم يقل كلمة أخرى، بتلك البساطة أرجعت قلبي، فهو لا يزال ينبض لك.
ولم يعد له أي فائدة سوى ضخ الدم المليء بالألم وثاني أكسيد الحزن. وبعض الكرات الحمراء من خيبة الأمل، وكذلك كرات الفراق البيضاء والعديد من خيبات الأمل.
نعم الناس هكذا بلا استثناء.
فلا خير في أحد، ولا خير إلا في نفسك.
••••••••
وأعتذر عن ذكر بعض أسباب مرضي مجازاً…….
“الوحدة هي أفضل ملجأ، والاكتئاب هو أفضل صديق.”
أنا لا أزال هنا…”
تعليقات